قتيلة و120 ألف مسكن بلا كهرباء إثر عاصفة في شرق أستراليا
قتيلة و120 ألف مسكن بلا كهرباء إثر عاصفة في شرق أستراليا
ضربت عاصفة رعدية شرق أستراليا ليلة عيد الميلاد ما أسفر عن مقتل امرأة وانقطاع الكهرباء عن 120 آلاف مسكن، بحسب ما أعلنت السلطات، الثلاثاء.
وقالت شركة "إنرجكس" للطاقة، إنّ العاصفة أحدثت أضراراً "كارثية" وأدّت لسقوط أسلاك الكهرباء في بريزبين، عاصمة كوينزلاند (شرق)، ومدينة غولد كوست الواقعة على بُعد 80 كلم إلى الجنوب منها، وفق وكالة فرانس برس.
وأوضحت أنّ العاصفة أخرجت عن الخدمة أكثر من 800 من خطوط الكهرباء ما أدّى لانقطاع التيار عن 120 ألف مسكن.
وأضافت في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي "ما من طريقة سهلة لقول ذلك، لكنّ بعض العملاء لن يحصلوا على الكهرباء لعدّة أيام.. نحن نشهد أضراراً كارثية وواسعة النطاق بحجم إعصار".
وتابعت أنّ "تقارير عن مزيد من الأضرار تصل كلّ دقيقة".
من جهتها، قالت خدمة الإسعاف في كوينزلاند إنّ امرأة تبلغ من العمر 59 عاماً قضت من جراء سقوط شجرة عليها في أحد شوارع غولد كوست.
وقال المسعف جاي نيوتن للصحفيين إنّ المرأة "أصيبت لسوء الحظ بجروح خطرة في الرأس وفارقت الحياة، لم نتمكن من إنعاشها".
وأضاف أنّ امرأة أخرى علقت في سيارتها لأكثر من ساعة بسبب سقوط شجرة قربها، من دون أن تصاب بأذى.
وتابع "كان الأمر أشبه بمنطقة كارثة.. هناك أشجار سقطت على طول الطريق"، واصفاً كيف اقتلعت أشجار وطارت أسطح منازل من جرّاء الرياح العاتية.
وتوقّعت هيئة الأرصاد الجوية أن تشهد المنطقة في وقت لاحق، الثلاثاء، هبوب عواصف رعدية شديدة مصحوبة برياح عاتية وسقوط حبّات برَد كبيرة وهطول أمطار غزيرة.
وحذّرت هيئة الأرصاد في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي من خطر فيضان نهر يقع قرب غولد كوست.
التغيرات المناخية
شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات.
وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية وحركة الهجرة والأنشطة البشرية.
وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.
تحذير أممي
وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء الفيضانات والجفاف الشديد والعواصف وحرائق الغابات"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".
ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.
ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري والملوثات الصناعية، فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40% في عدد الكوارث بحلول عام 2030.
في نهاية يوليو الماضي، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من الوضع الذي يمر به كوكب الأرض، قائلا: "تغير المناخ هنا مرعب، وهذه فقط البداية.. لقد انتهى عصر الاحتباس الحراري، لقد حان عصر (الغليان العالمي)".